النهاية المأساوية للسلطانة زبيدة خاتون

زبيده خاتون هى ابنة الامير ياقوت بن داوود عم السلطان ملك شاه وهى الزوجه الثانيه للسلطان ملك شاه بن السلطان الب ارسلان وفى عام 1079 م  انجبت له الامير بركيا روق.



وصفت السلطانه زبيده خاتون بالمرءة الحديديه حيث لعبت دورا سياسيا بارزا الى جانب زوجها السلطان ملك شاه امتد هذا الدور حتى بعد وفاته خاضت السلطانه زبيده خاتون العديد والعديد من الصراعات بينها وبين زوجة السلطان ملك شاه الاولى تاركان خاتون وذلك من اجل السيطره على قلب السلطان والامساك بكل زمام الامور فى القصر السلجوقى.

 وكانت تلك الصراعات على اشدها بعد انجاب تاركان خاتون لابنها الامير محمود حيث كان الشغل الشاغل لكل منهما ان تجعل ابنها هو ولى عهد ابيه والسلطان المستقبلى بعد وفات السلطان ملك شاه وكادت بالفعل السلطانه زبيده خاتون بما عرف عنها من دهاء شديد ان تنجح فى مساعيها تلك لولا وفاة زوجها السلطان ملك شاه المفاجأه فى بغداد بعيدا عن عاصمة ملكه اصفهان.

وقد قامت السلطانه تاركان خاتون الزوجه الاولى للسلطان ملك شاه باخفاء خبر وفاته حيث انها كانت ترافقه فى رحلته تلك وذلك رغبة منها فى تنصيب ابنها محمود سلطانا للدوله السلجوقيه وامرت بحبس الامير بركيا روق فى اصفهان وذلك حتى لا ينازع ابنها محمود على العرش السلجوقى.

 وما لبثت ان علمت السلطانه زبيده خاتون بموت زوجها السلطان ملك شاه وقيام تاركان خاتون بحبس ابنها بركيا روق وعلى الفور التجأت للمماليك النظاميه لفك اسر ابنها ونصرته فاستولوا على سلاح كان لنظام الملك فاخذوه وثاروا فى كل ارجاء البلاد وتمكنوا من اخراج الامير بركيا روق من محبسه واعلنوه سلطانا للدوله السلجوقيه ولم يتعدى عمره انذاك 16 عاما.

 وقد كانت السلطانه زبيده خاتون خائفة على ابنها فجأها الفرج من المماليك النظاميه وقد لعبت زبيده خاتون دورا كبير فى فترة حكم ابنها السلطان بركيا روق وطبقا لبعض المصادر التاريخيه فان زبيده خاتون كانت مستوليه تماما على دولة ابنها فلا يصدر اى شىء مهما كان حجمه كبير او صغيرا الا برئيها ومشورتها حتى انها اجبرت ابنها السلطان بركيا روق على اقالة وزيره مؤيد الملك ابن نظام الملك واستبداله بأخيه فخر الملك.

 مما شعل نار الغضب فى قلب مؤيد الملك الذى تحالف مع رجاله فى العراق وهمدان واصفهان فى مواجهة السلطان بركيا روق كما قام مؤيد الملك بتحريض الامير محمد تابار للخروج على السلطان بركيا روق الامر الذى اعقبه حرب طاحنه بين الاخوين بركيا روق ومحمد تابار استمرت لمدة 5 سنوات.

وفى عام 1099 م تمكن جنود السلطان محمد تابار من دخول مدينة الرى وكان معهم مؤيد الملك الذى اصبح وزيرا للسلطان محمد تابار فوجد السلطانه زبيده خاتون وقد تخلفت عن ابنها بركيا روق الذى ذهب الى اصفهان فقرر مؤيد الملك الانتقام من زبيده خاتون بالرغم من تحذيرات الجميع له كونها سلطانه سلجوقيه فقام بحبسها فى احد الابراج لتشنق فيما بعد حتى الموت وكان عمرها فى ذلك الوقت 42 عاما.

 لكن السلطان بركيا روق لم يترك دم والدته على الارض حيث قام بقتل مؤيد الملك فيما بعد انتقاما لمقتل والدته السلطانه زبيده خاتون.

اكتب تعليق

أحدث أقدم